تحويل الحياة كلها الى صلاة:
____________________________
(أرفعك يا الهى وأبارك إسمك الى الدهر والابد
فى كل يوم أباركك وأسبح إسمك الى الدهر والابد)"مز 145: 1 _ 2"
أن نكرم ونمجد ذاك الذى نؤمن به كلمة الله ربنا وملكنا وبه نمجد الاب ,هذا
هو واجبنا ,ليس فقط فى أيام معينة ومخصصة , كما يفعل الاخرين .
وإنما بصفة دائمة عبر الحياة كلها وبكل وسيلة.
سبع مرات فى النهار سبحتك " مز 119:164".....بهذا يصبح الشعب المختار ,مطيعآ الاوامر التى كانت قد اوعطية له والتى كان يقدسها .
وهذا لم يكن فى مكان ما ومحدد ,ولكن عبر الحياة كلها, وفى كل مكان , سواء
كان الانسان الروحى يعيش لوحده , او فى وسط جماعة تشاركه الايمان .
فعليه أن يمجد الله , اى ينادى بحمده من أجل معلرفة الحياة الحقيقية . اذا
كان حضور رجل ذى سيرة صالحة يؤثر على الاخرين بسبب المهابة المحيطة به.
والذى يقترب منه يصير الى حالة أفضل , فكم بالاحرى الانسان الذى يكون دائمآ فى حضرة الله !!
من خلال معرفة الحكمة , وطريقة السلوك فى الحياة , وصلاة الحمد والتسبيح
كيف لا يصير كل يوم الى الافضل فى الكلام والاعمال والتصرفات؟
إذآ لنحيا كل الحياة كما لو كانت كلها عيد , فى يقينية أن الله حاضر كلية
فى كل مكان , أثناء عملنا وكدنا نرنم ,وفى أثناء أسفارنا نلهج بالتسابيح
على كل حال
كمواطنين سمائيين.
الانسان الروحى يظل فى علاقة صميمية مع الله ,بحيث أنه يبدوا فى نفس الوقت وقورآ وفرحآ فى كل الاحوال :
وقورآ بسبب وعيه الدائم بالله ’ , وفرحآ بسبب كل الخيرات التى يمنحها الله
للبشر ...أنه يشكر الله دائمآ من أجل التمتع المشروع بكل الخيرات :!
الطعام والشراب والروائح اللطيفة , إنه يقدم البكور لذاك الذى اعطاه كل
شيئ مقدمآ الشكر من خلال ذاك الذى هو العطية الكبرى والمنحة العظمى , كلمة
الله.
الصلاة هى __أتجاسر واقول_مناجاة داخلية مع الله , حتى ولو تهامسنا معه
بهدوء , أو تحدثنا معه فى صمت ودون أن نحرك الشفاه ,فهذا يعتبر صراخآ
داخليآ.
والله دائمآ يصغى الى هذا الصوت الداخلى ....نعم إن الانسان الروحى
الحقيقى يصلى عبر حياته كلها .لان الصلاة بالنسبة له هى الجهاد الدائم
للاتحاد مع الله.
وهو يطرح عنه كل شيئ غير نافع , ويكون أساس كل شيئ أن كل عمل يُعمل بالمحبة ..فأن حياته كلها تصبح ليتورجية مقدسة.
العلامة كليمندس الاسكندرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]