أتــركـــيـنــى الآن
لقداسة البابا شنوده
{ هذه المقالة ليست لكل واحد ،
إنها درجة روحية معينة ، الذين هم
اقل منها ، لا ينتفعون بها }.
هوذا أنا هكذا يارب أتدخل باستمرار فيها لا يعنيني . لست أقصد التدخل في
شئون غيرى من الناس ، كيف يتصرف ، وكيف تتصرف أنت معه – ولو أنني أقع
كثيرا في هذا الخطأ – وإنما أقصد تدخلي في شئون نفسي . بينما هي أمور لا
تعنيني أنا بقدر ما تعنيك أنت ..
نفسي ليست ملكي ، وإنما هي ملكك ، اشتريتها بدمك الكريم فأصبحت لك . وليس
لي بعد أن أتدخل في شئونها ، لأنك أنت تدبرها حسب مشئيتك الصالحة
الطوباوية .
علي إذن أن أنظر وأمجدك .
متي يأتي الوقت الذي لا أتدخل فيه في شئون نفسي ، وإنما أتركها لك :
حيثما تسيرني أسير ، وكيفما تصيرني أصير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
متي أرض بحالتي التي أرتضيتها أنت لي ، فلا الح عليك في تغييرها كأنك غافل عن صالحي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
متي تتحول صلاتي من طلب إلي شكر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أو متي ابحث عن شئ أطلبه فلا أجد لأني لست أجد خيرا لي
الآن مما أنا فيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]..
متي يأتي الوقت الذي يصبح فيه عملي الوحيد هو ألا أعمل شئياً ، وإنما اترك
نفسي في يديك وانساها هناك ، ولا أذكر الا هاتين اليديين اللتين جبلتاني
وصنعتاني واللتين كنت تضعهما علي كل واحد فتشفيه .
متي أؤمن بك الإيمان كله . فأستأمنك علي حياتي تدبرها كيف تشاء ، أنت يا
صانع الخيرات ، دون أن أقحم نفسي في عملك هذا واتلصص متجسسا عليك لأري
ماذا تعمل بي !! وكيف تعمل .. وهل عملك مقبول أم لا !
وهل يستدعي الأمر تدخلا مني ام لا يستدعي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
آه يارب كم أنا وقح في تصرفي معك ! جاهل أنا وأتدخل في أعمال حكمتك
محاولاً أن أوقفها لأنفذ مشورتي الغبية !! كم يكون أحكمني لو أنني سكت
وأخذت منك موقف المتفرج لا موقف الشريك . إذن لكنت أري عجائب من حكمتك ....
أنني يارب أفكر كثيراً في ذاتي ، ولا أفكر ولو قليلا فيك .
أنني أثق كثيرا بذاتي ، ولا اثق ولو قليلا بك .
ذاتي هي صنمي متي يتحطم لكي أعبدك العبادة الحقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ان كنت لا أحطم بنفسي هذا الصنم لكونه جميلا في عيني ، أو لكونه محبوبا
لدي جدا ، فتول أنت يارب تحطيمه ، وعند ذلك لا يبقي لك منافس في قلبي
فأحبك ، ولا يبقي لك منافس في إيماني فأعبدك .
لو كنت يارب افكر فيك بقدر ما أفكر في ذاتي ، ولو كنت اعتمد عليك بقدر ما
أعتمد علي مقدرتي الخاصة ، ولو كنت أحبك بقدر ما أحب نفسي ، أذاً لأصبحت
مثل أولئك القديسين الذين أنكروا انفسهم ليعرفوك .
متي تعتنقني يارب من ذاتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] متي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا لكي اصير قديسا وإنما لكي أجدك .
متي تخرج من الحبس نفسي ، وتطلق عبدك بسلام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
متي أضيع ذاني من أجلك لكي أجدك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وحينئذ اجدها فيك . متي أهلك ذاتي من أجلك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اذن لكانت تحيا بك . متي انظر إلي ذاتي فلا أجدها ، وإنما أجدك أنت ، متي أنظر إليها فأراك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] متي أنظر إلي العالم فأراك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وإلي الناس فأراك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتصبح لي الكل في الكل وليس سواك .
هي تبيد وأنت تبقي ، وكلها كثوب تبلي ، وكرداء تطويها فتتغير . ولكن أنت انت وسنوك لا تفني .
قالوا لي : {أعرف نفسك }. وقالوا لي : { أدخل إلي ذاتك }. آه يارب هي ذاتي هذه سبب متاعبي كلها .. متي أدخل إليها فلا أجدها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]! ...
كم مرة نظرت إلي ذاتي فوجدتها معلقة علي الصليب بلا حراك . فلما امعنت
النظر إليها ، ابصرتك انت ، ففرحت . لم افرح بذاتي لأنها ورثت الملكوت
وإنما فرحت بك لأني وجدتك .
ويخيل إلي أنني سوف لا أجدك في كل مرة الا هناك في وادي ظل الموت ، لأنني أن سرت في وادي ظل الموت فأنت معي .
لقد خلقتنا للحياة ، ولكننا بخطيتنا أخترنا لنا الموت ، فأذا بك أنت
البسيط الذي كل شي طاهر قدامك ، تقدس الموت وتجعله لنا باباً للحياة !! بل
هو الباب الوحيد للحياة . { من وجد نفسه يضيعها ، ومن اضاع نفسه من اجلي
يجدها
{أنكر ذاتك واحمل صليبك وأتبعني }.
فى السنة الأولى من حياتى الرهبانية قرأت لقديسيك أن الرهبنة هى انحلال من
الكل للإرتباط بالواحد . فعلى قدر استطاعتى حبست نفسى عن العالم والناس .
ولكن هذا لم يوصلنى إلى الأرتباط بك .
لانني لم ادخل إلي الوحدة من اجلك ، وإنما من اجل نفسي .
أما لترضي هي عن ذاتها ، أو ليرضي الناس عنها .
لكنني في السنة الثانية عرفت معني الانحلال من الكل بتفسير آخر ، وهو الانحلال من نفسي ، لأنني أجعلها بالنسبة إلي الكل في الكل .
وفي السنة الثالثة اي معني سأعرفه لهذه العبارة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لست ادري . ليتني أكون قد نسيتها ،ونسيت التفكير في معناها ، من فرط الإنشغال بك .
كنت أقول عن اجتماعي بالأخوة ، أننا باجتماعنا معاً علي الأرض هنا نعطل
أنفسنا عن الإنشغال بالله ، وربما نتسبب بذلك في عدم أجتماعنا كلنا هناك
معه في الأبد . وأريد الآن أن اقول ان اجتماعي بنفسي هو الذي يعطلني
بالأكثر .
أنني اشعر أنني محتاج ، بين الحين والحين ، كلما أخلو إلي نفسي ، أن أقول لها :
* أتركيني الآن ، فهذا خير لنا *
------------------------------------
------------------------------------
أتركيني لكي أخلو بالله ، وبهذا أستطيع أن أتمتع بوعده من ان تثبتي فيه }. فأجلس – لا مع ذاتي وإنما مع الله الحال في ذاتي .