[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
توتر الأعصاب
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
--------------------
إن الأعصاب تتعب ضمن الجسد المتعب. وتكون في حالة لا تحتمل فيها شيئاً.
وأي ضغط عليها أو أيَّة إثارة، تسبب لها توتراً، يظهر في انفعالات الإنسان وتصرفاته:
احترس من أن تدخل في لقاء أو حوار ساخن، وأنت مُرهَق جسدياً، لأن أعصابك
أيضاً تكون مرهقة، ولا تحتمل سخونة الحوار ... بينما إذا تمَّ ذلك اللقاء
ـ وأنت مستريح جسدياً وعصبياً ـ فإنه يمر بطريقة سهلة، ويأتي بنتيجة أفضل.
لإنسان الذي يتخذ العنف منهجاً في حياته، تكون طبيعة تصرفاته مصحوبة
بالتوتر. ولا يقبل نِقاشاً ولا مخالفة له في الرأي. ويحاول أن يصل إلى
هدفه بسرعة ومن أقصر الطُّرُق، وبشدة. فلو قوبل عنفه بعنف، يزداد الأمر
توتراً من الجانبين.
?? كذلك الإنسان المُتزمِّت لا يكون واسع الصدر، ولا واسعاً في تفكيره.
وتزمّته يجعله يضيِّق على نفسه، وعلى غيره أيضاً، ويكون التعامل معه
مشحوناً بالتوتر.
وكما نجد الأشخاص المُتزمِّتين ملامحهم عابسة، بجدية متحفزة وعيون ملتهبة،
وأعصاب مستعدة للهجوم، مع تعليقات متشدِّدة قاسية: " هذا خطأ، وهذا حرام،
وهذا لا يليق ".
والمُتزمِّت قد يقيم نفسه رقيباً على جميع الناس، ومصلحاً للمجتمع كله،
محاولاً أن يُصلح الكبار كما يصلح الصغار، والذين يعرفهم والذين لا
يعرفهم. إنه يثور على كل شيء، في كل مكان، في كل مناسبة وبلا مناسبة ...
كل ذلك بأعصاب متوترة.
مِمَّا يريح أعصابك، أن تتعوَّد البشاشة، وأن يدخل في حياتك روح المرح.
ففي ذلك تنبسط الأعصاب بدلاً من التوتر. وبعكس ذلك يحكم المتزمتون على
المرح والضحك بأنه حرام!
وتوتر الأعصاب يعالج أيضاً بالحياة الروحية السليمة. فالإنسان الروحي بعيد
عن التوتر، يؤمن أن اللَّه يتدخل في المشاكل لكي يحلَّها، ويؤمن أن كل باب
مغلق، له مفتاح يرسله اللَّه، أو عدَّة مفاتيح. وهو إن قرأ عن أخبار
متعبة، يضيفها إلى معلوماته وليس إلى أعصابه. ويؤمن أن اللَّه سيحوّلها
إلى خير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
توتر الأعصاب
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
--------------------
إن الأعصاب تتعب ضمن الجسد المتعب. وتكون في حالة لا تحتمل فيها شيئاً.
وأي ضغط عليها أو أيَّة إثارة، تسبب لها توتراً، يظهر في انفعالات الإنسان وتصرفاته:
احترس من أن تدخل في لقاء أو حوار ساخن، وأنت مُرهَق جسدياً، لأن أعصابك
أيضاً تكون مرهقة، ولا تحتمل سخونة الحوار ... بينما إذا تمَّ ذلك اللقاء
ـ وأنت مستريح جسدياً وعصبياً ـ فإنه يمر بطريقة سهلة، ويأتي بنتيجة أفضل.
لإنسان الذي يتخذ العنف منهجاً في حياته، تكون طبيعة تصرفاته مصحوبة
بالتوتر. ولا يقبل نِقاشاً ولا مخالفة له في الرأي. ويحاول أن يصل إلى
هدفه بسرعة ومن أقصر الطُّرُق، وبشدة. فلو قوبل عنفه بعنف، يزداد الأمر
توتراً من الجانبين.
?? كذلك الإنسان المُتزمِّت لا يكون واسع الصدر، ولا واسعاً في تفكيره.
وتزمّته يجعله يضيِّق على نفسه، وعلى غيره أيضاً، ويكون التعامل معه
مشحوناً بالتوتر.
وكما نجد الأشخاص المُتزمِّتين ملامحهم عابسة، بجدية متحفزة وعيون ملتهبة،
وأعصاب مستعدة للهجوم، مع تعليقات متشدِّدة قاسية: " هذا خطأ، وهذا حرام،
وهذا لا يليق ".
والمُتزمِّت قد يقيم نفسه رقيباً على جميع الناس، ومصلحاً للمجتمع كله،
محاولاً أن يُصلح الكبار كما يصلح الصغار، والذين يعرفهم والذين لا
يعرفهم. إنه يثور على كل شيء، في كل مكان، في كل مناسبة وبلا مناسبة ...
كل ذلك بأعصاب متوترة.
مِمَّا يريح أعصابك، أن تتعوَّد البشاشة، وأن يدخل في حياتك روح المرح.
ففي ذلك تنبسط الأعصاب بدلاً من التوتر. وبعكس ذلك يحكم المتزمتون على
المرح والضحك بأنه حرام!
وتوتر الأعصاب يعالج أيضاً بالحياة الروحية السليمة. فالإنسان الروحي بعيد
عن التوتر، يؤمن أن اللَّه يتدخل في المشاكل لكي يحلَّها، ويؤمن أن كل باب
مغلق، له مفتاح يرسله اللَّه، أو عدَّة مفاتيح. وهو إن قرأ عن أخبار
متعبة، يضيفها إلى معلوماته وليس إلى أعصابه. ويؤمن أن اللَّه سيحوّلها
إلى خير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]